تربع المنتخب الإسباني على العرش العالمي للمرة الأولى في تاريخه، وتُوج بطلاً لمونديال جنوب إفريقيا 2010 بعد تغلبه على نظيره الهولندي 1-صفر بعد التمديد (الوقت الأصلي صفر-صفر)، في المباراة النهائية التي احتضنها ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبورغ، الأحد 11-7-2010، أمام قرابة 84 ألف متفرج، على رأسهم العائلتان الملكيتان للبلدين، ورؤساء العديد من الدول الإفريقية، بينهم رئيس الدولة المضيفة الحالي جاكوب زوما.
وأصبح "لا فوريا روخا"، الذي كان يخوض النهائي للمرة الأولى في تاريخه بعدما وضع حداً لمغامرة نظيره الألماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي؛ ثاني منتخب يتوج باللقب الأوروبي، ثم يضيف بعد عامين اللقب العالمي بعد أن سبقه إلى ذلك منتخب ألمانيا الغربية الذي توج باللقب القاري عام 1972، ثم أضاف اللقب العالمي الثاني له عام 1974 بفوزه على نظيره الهولندي (2-1)، الذي أخفق اليوم في المتر الأخير مجدداً لأنه كان خسر نهائي 1978، أيضا أمام الأرجنتين (1-3 بعد التمديد)، علماً أن ذلك النهائي كان الثاني للمنتخب "البرتقالي"، الذي عاد في جنوب إفريقيا إلى مواجهة اللقب للمرة الثالثة، لكنها لم تكن "ثابتة"، علماً أن فرنسا توجت باللقبين عامي 1998 و2000، لكنها ظفرت باللقب العالمي قبل الأوروبي.
ويدين منتخب المدرب فيسنتي دل بوسكي بالفوز التاريخي إلى أندريس إنيستا الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 116، وبات منتخب بلاده أول فريق أوروبي يحرز اللقب العالمي خارج القارة العجوز.
واستحق المنتخبان تواجدهما في مباراة "المجد" لأنهما كانا الأفضل إلى جانب المنتخب الألماني وإن كانا بأسلوبين مختلفين، حيث حافظ الإسبان على أدائهم الهجومي الرائع الذي ظهروا به خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، فيما قارب الهولنديون مشاركتهم التاسعة في النهائيات بأسلوب مغاير تماماً للكرة الشاملة التي قدموها للعالم في السبعينات، إذ اتسم أداؤهم بالواقعية "الألمانية" التي اعتمدها مدربهم بيرت فان مارفييك.
ونجح المنتخب "البرتقالي" في أن يتخلص من صفة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية، لكنه كان يأمل أن لا يطارده شبح 1974 و1978 حين كان قريباً جداً من المجد قبل أن يسقط أمام البلدين المضيفين. لكنه لم يواجه اليوم هذه العقدة، فطرفا النهائي يلعبان بعيداً عن ديارهما، إلا أنه أخفق مجدداً.
وبقيت الكأس في القارة الأوروبية بعد أن توجت بها إيطاليا قبل أربعة أعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح، كما نجح الأوروبيون للمرة الأولى في رفع الكأس خارج القارة العجوز، علماً أنه النهائي الثامن الذي يجمع بين منتخبين أوروبيين.
وفي المقابل، هذه المرة الثامنة التي تغيب فيها منتخبات أميركا الجنوبية عن المباراة النهائية للمونديال بعد أعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الأوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950.
وتقدمت أوروبا على أمريكا الجنوبية بعد أن كانت منتخبات القارتين تتقاسم ألقاب النسخ الـ18 السابقة للمونديال برصيد 9 ألقاب لكل منها. أميركا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) والأرجنتين (مرتان) والأوروغواي (مرتان). أوروبا: إيطاليا (4 مرات) وألمانيا (3 مرات) وإنكلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، وأصبحت إسبانيا بالتالي ثامن بطل في العرس الكروي الأهم على الإطلاق.
وخالف المونديال الأول في القارة السمراء جميع الإحصاءات "التقليدية"، أولها التناوب بين منتخبات أمريكا الجنوبية والأوروبية على رفع الكأس منذ عام 1966، عندما خلف المنتخب الإنكليزي نظيره البرازيلي في رفع الكأس، وعدم فوز الأوروبيين خارج قارتهم، إضافة إلى عدم فوز أي منتخب باللقب بعد أن خسر مباراته الأولى في البطولة. وهذا ما حصل مع إسبانيا التي استهلت مشوارها بخسارتها المفاجئة أمام سويسرا (صفر-1).
وفشل المنتخب الهولندي بخسارته اليوم في معادلة رقمين قياسيين، لأنه دخل إلى مواجهة اللقب، وهو لم يذق طعم الهزيمة في 25 مباراة على التوالي، بل إنه فاز في المباريات الثماني التي خاضها في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى جنوب إفريقيا 2010، كما أنه فاز في مبارياته الست في النهائيات حتى الآن، ولو خرج فائزاً اليوم كان سيعادل الرقم القياسي الذي حققه المنتخب البرازيلي في طريقه إلى لقب بطل مونديال المكسيك 1970.
كما كان سيعادل الرقم القياسي من حيث الفوز بجميع المباريات في النهائيات (7)، والمسجل أيضاً باسم البرازيل خلال مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002.
ولم تتمكن سوى ست منتخبات في تحقيق 5 انتصارات متتالية أو أكثر في نسخة واحدة من كأس العالم، وهي البرازيل (1970 و2002) وانكلترا (1966) وبولندا (1974) والأرجنتين (1986) وإيطاليا (1990) وهولندا في النسخة الحالية، علماً أن المنتخب البرتقالي كان حقق فوزه العاشر على التوالي بتغلبه على الأوروغواي 3-2 في نصف النهائي، لكن بطل أوروبا 1988 سقط في أهم مباراة على الإطلاق.
وكان المنتخب الهولندي حطم رقمه القياسي المحلي بفوزه على سلوفاكيا (2-1) في الدور الثاني، لأنه لم يسبق له أن حقق أكثر من سبعة انتصارات على التوالي، وبفوزه على البرازيل حطم رقمه الشخصي في النهائيات والمسجل عام 1974، لأنه لم يسبق له أن حقق أكثر من أربعة انتصارات متتالية في العرس الكروي.
ولم يذق رجال المدرب بيرت فان مارفييك طعم الهزيمة منذ سقوطهم في أيندهوفن أمام المنتخب الأسترالي 1-2 ودياً في السادس من أيلول (سبتمبر) 2008، علماً أنه لم يسبق للمنتخب البرتقالي أن حافظ على سجله الخالي من الهزائم لـ25 مباراة على التوالي
اسبانيا اعطت الافضلية لاوربا على اميركا الجنوبية